بلنسية (بالكاتالانية:València) هي عاصمة مقاطعة بلنسية في شرق إسبانيا على البحر المتوسط و من أكبر مدن البلاد. يبلغ عدد سكانها حوالي 807,396 نسمة.
بلنسية مدينة شهيرة بالأندلس ، تقع شرقي مدينتي: تدمير، و قرطبة ، وتتصل بزمام إقليم مدينة تدمير. وتقع على خط طول (1) غربا، وعلى خط عرض 38 شمالا. وبلنسية مدينة برية بحرية، ذات أشجار وأنهار، وتعرف باسم: مدينة التراب. وتتصل بها مدن تعد في جملتها. والغالب على شجرها: القراسيا، ولا يخلو منها سهل ولا جبل، وينبت في ضواحيها الزعفران، وبينها وبين تدمير مسيرة أربعة أيام. وكان الروم قد ملكوها عام 487ه -1094م، واستردها الملثمون عام 495ه -1101م . وأهل بلنسية خير أهل الأندلس، ويسمون عرب الأندلس. وبين بلنسية والبحر فرسخ، وقد مدحها وأثنى على أهلها كثير من شعراء الأندلس من بينهم: ابن مقاتا الأشبوني، وأبو عبد الله محمد الرصافي، وأبو الحسن بن حريق المرسي، وأبو العباس أحمد بن الزقاق.
وقد تحدث عن بلنسية الشريف الإدريسي في كتابه: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق فذكر أن بلنسية من قواعد الأندلس في مستوى من الأرض عامرة القطر كثيرة التجارة والعمارة، بينها وبين البحر ثلاثة أميال مع النهر الذي يسقي مزارعها، ولها عليه بساتين وجنات وعمارات متصلة. ويتصل ببلنسية سهل فسيح يكاد - لوفرة خيراته من زهور وفواكه وخضر وحبوب- أن يكون حديقة غناء تترامى أطرافها إلى أقصى مدى.
تاريخ بلنسية
الرومان أسسوها في عام 139 ق. م. ثم استولى عليها القوط الغربيون عام 413م ثم فتحها طارق بن زياد عام 96ه -714م، وأرسى فيها
وفي مدائن شاطبةودانيةوساجنتوم قواعد الحكم الإسلامي. ولم يسايروا الإسبان في إطلاق اسم الإشبان على تلك المدينة، بل غيروا بعض حروفه وأدخلوا تعديلا علي رسمه فأصبح "بُلَنْسِية"، وأوردوه بهذا الرسم في مؤلفاتهم التاريخية والجغرافية. وإلى المسلمين في عهد دولتهم بالأندلس يرجع الفضل في ازدهار سهل بلنسية، فقد شقوا على جانبي النهر أو الوادي الأبيض إحدى وثلاثين ترعة، وأجروا منه المياه لري أراضيه كلها بالراحة. وكانوا يسمون هذه الترع السواقي. ودخل هذا الاسم العربي في لغة الأسبان، وبقى ماثلا فيها حتى الآن. وقد كانت في العهد العربي ثالثة مدائن الأندلس في الترتيب بحسب عدد سكانها الذي تجاوز آنذاك ربع مليون نسمة.
وفي بلنسية تأسست مملكة إسلامية عام 401ه -1010م على يد اثنين من موالي المنصور بن عامر، ولم يكن عملهما بهذه المملكة ي عدو تفقدهما لشئون الري والمحافظة على نظامه في منطقة بلنسية، لكنهما تمردا وأعلنا استقلالهما على أن يكون الحكم شركة فيما بينهما، ولم يلبث أن توفي أحدهما، فأبعد أهلها الآخر عن المدينة، وصارت بلنسية خاضعة لحكم حاكم برشلونة إلى أن استردها عبد العزيز بن عبد الرحمن حفيد المنصور بن عامر. ووقعت بلنسية في القرون التالية تحت سيطرة حكام ملوك الطوائف. ثم المرابطين ، ثم الموحدين ، إلى أن سقطت في أيدي الفرنجة عام 1238 م بعد سقوط قرطبة سنة 636 ه.
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا
كانت بلنسية واقعى في طاحونة من الحروب للأستيلاء عليها فأرسل احد القادة للسلطان الحفصي ابن الأبار وهو القضاعي كبير مؤرخيه ومعه وزيره
ولما وصل ابن الأبار إلى تونس، ومثل بين يدي سلطانها في حفل مشهود ألقى قصيدته السينية الرائعة التي يستصرخه فيها لنصرة الأندلس، ومطلعها:
أدرك بخيلك خيلِ الله أندلسا ** إنّ السبيلَ إلى مناجاتها درسا
وهبْ لها من عزيز النصر ما التمست ** فلم يزل منك عز النصر ملتمسا
وفي بلنسيةٍ منها وقرطبةٍ ** ما ينسف النفسَ أو ينزف النفسا
مدائنٌ حلّها الإشراك مبتسما ** جذلانَ وارتحل الإيمانُ مبتئسا
وكان لهذه القصيدة المبكية أثرها في نفس السلطان الحفصي، فبادر إلى نجدة البلدة المحاصرة، وأسرع بتجهيز 12 سفينة حربية محملة بالمؤن والسلاح، وعهد بقيادة هذه النجدة إلى ابن عمه أبي زكريا يحيى بن أبي يحيى الشهيد، وأقلعت هذه السفن على جناح السرعة إلى المحاصرين لنجدتهم، لكنها لم تتمكن من إيصال هذه النجدة إلى أهلها، نظرا للحصار الشديد المفروض على بلنسية من جهة البحر، وانتهى الأمر بأن أفرغت السفن شحنتها في ثغر دانيه الذي يقع بعيدا عن بلنسية المحاصرة، وهكذا فشلت محاولة إنقاذ المدينة وإمدادها بما يقويها على الصمود.
أهم معالم فالنسيا ( بلنسية )
( La Ciudad de las Artes y de las Ciencias )
( مدينة الفن والعلوم )